[color:91f0=black:91f0]]color=red]
عمان - غازي القصاص - أما وقد بدت فرص المنتخب الوطني لكرة القدم بالتأهل مجددا الى نهائيات القارة الاسيوية ضعيفة للغاية ان لم تكن قد تبددت بعد خسارته في عقر داره امام الامارات 1/2، فان الامر يقتضي من اتحاد كرة القدم وقفة عميقة ليس لتقييم المرحلة الحالية التي لا يختلف اثنان على ان اداء المنتخب خلالها لم يلامس ادنى مستوى طموحات جماهيره فحسب، انما لتحديد طبيعة التوجهات في المرحلة المقبلة ليتم في ضوئها وضع الاستراتيجية المثلى التي تحقق طموحات تلك المرحلة.
نريد استشراف المرحلة المقبلة مع احتواء واستيعاب الانعكاسات السلبية للمرحلة الماضية على سمعة كرة القدم الاردنية خارجيا التي تراجعت من المركز (37) عالميا الى (97) حاليا وعلى برامجها المحلية بعد ان اربكتها التوقفات لفترات طويلة فأثر ذلك على اعداد فرق الاندية وعلى حجم المنافسة وشدتها وتأثير ذلك على الاقبال الجماهيري الذي انحسر في الدوري الماضي بشكل لافت للنظر ومقلق في الوقت ذاته!
نريد وقفة لتقييم كل مفردات المرحلة الماضية، نقيم الامور بشفافية ووفق اسس علمية دون ان تأخذنا العاطفة او الانفعال هنا وهناك بعيدا عن فحوى ما نريده من جدوى المراجعة الشاملة لنمضي الى حيث النجاحات التي تنشدها الأسرة الرياضية الاردنية عامة وكرة القدم خاصة.
لسنا مع الذين هتفوا خلال مباراتنا مع الامارات مطالبين برحيل محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب الوطني والمخطط للكرة الاردنية، فهذا الامر فيه نكران للجميل لاعتبارات ان الرجل قدم جهودا طيبة في المرحلة الماضية، فالجوهري مدرب كبير، سبقته سمعته الينا لكنه ليس بالتأكيد معصوما عن الخطأ، فقد أصاب في السابق فشاهدنا منتخبنا قويا ذاع صيته عقب تأهله غير المسبوق الى النهائيات الآسيوية التي جرت في الصين قبل عامين رغم أنها شهدت للمرة الاولى تأهل فريقين عن كل مجموعة الى النهائيات، وخرج المنتخب من الدور الثاني بعد اداء مشرف امام اليابان حاملة اللقب بفارق الركلات المنفذة من علامة الجزاء بعد ان اطاح لاعبونا بالركلات الاربع الاخيرة في المباراة التي لم تغب عن اذهاننا لحظة.
نجزم بان الخط البياني لاداء المنتخب بعد النهائيات الأسيوية أخذ في الانحدار لهذا لم يظهر بصورته المشرقة التي اعتدنا عليها وبات الفارق شاسعا بين الصورتين في عيون جمهور الكرة فزادت الخشية وتنامى القلق في اعماقه على المنتخب وهو ما يستدعي التوقف عنده كثيرا لمعرفة كنه الأمور والاسباب التي أدت الى الابتعاد عن تحقيق النجاحات.
خرج علينا الجوهري بسياسة الاحلال والابدال التي انتهجها خلال فترة اعداد المنتخب وكنا نعتقد ان الامور تمضي في اتجاه اعادة عدد من النجوم للمنتخب بعد ان استوعبوا درس الاستبعاد وتجدد حماسهم بهدف زيادة عطائهم وانتاجهم في الملعب، لكن الامر لم يتم في هذا الاطار ولم يستدع عددا من هؤلاء في مرحلة الاستعداد لمباراتنا مع الامارات ليبقى النجوم خارج التشكيلة فأثار ذلك قلقنا من نتائج مبارياتنا المقبلة في التصفيات.
حسب علمنا لم يرفض اتحاد كرة القدم طلبا للجوهري المخطط للكرة الاردنية، فقد كانت بطولات الاتحاد تتوقف لفترات طويلة بناء على طلبه لتوفير الاستعداد النموذجي للمنتخب، وكانت الاندية تعمل تحت شعار المنتخب اولا، تتحمل بصبر طويل يسجل لها ما كان يسببه التأجيل من ارباك لبرامجها وتتسابق في تقديم ابنائها للمنتخب الوطني وفي وضع برامج جديدة تساعدها على تحقيق طموحاتها بالمنافسة في بطولات الموسم.
اذا ما هو المطلوب حاليا بعد ان ابتعدنا كثيرا عن حسابات التنافس على بطاقتي التأهل الى النهائيات؟.. المطلوب ان تكون هناك وقفة مراجعة شاملة للمرحلة الماضية، فليس من المعقول ان يلعب المنتخب في معسكره بالاسماعيلية مع فرق ضعيفة جدا لا تخدم استعداداته. وان يكون الاختيار للأقوى وللأفضل وان تكون فترة تجميع اللاعبين في المرات القادمة أقصر بحيث لا تتأثر الاندية، فاضعاف دوري الاندية ليس في مصلحة الكرة الاردنية، فالمنتخب القوي هو الذي يولد من رحم دوري تنافسي قوي.
المطلوب في المرحلة المقبلة ان نبني منتخبا قويا يضم لاعبين بارزين واخرين من المنتخبين الاولمبي والشباب لتعود كرة القدم الاردنية بصورتها الزاهية مجددا وبخط مواز يجب ان يتواصل دعم الاندية التي تعتبر اساس اللعبة ومصانع تفريخ اللاعبين وتقديمهم فيما بعد للمنتخبات الوطنية بكافة الفئات العمرية، فأي جهد يبذل لا يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الاندية ستكون الجدوى منه اقل من المتوقع!